المواضيع ألعشرة الأخيرة

البوم الصور

صرخة شعب فهل من مستغيث?

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ظاهرة خطيرة في بعشيقة وبحزاني (النساء يحرقن أنفسهن)

صائب خدر نايف
في السنوات الأخيرة ظهرت حالة يمكن تسميتها بالخطيرة ، وهي حالة (الانتحار بواسطة الحرق) حيث تقدم بعض النساء وخاصة المراهقات على إحراق أنفسهن بالنار بعد أن يسكبن الكاز أو البانزين على أجسادهن ولأسباب مختلفة وأكثرها (تكون عاطفية أو عائلية) ، هذه الظاهرة التي بداءت تظهر وتكثر مابعد سقوط النظام 2003 وبالتحديد في مناطق بعشيقة و بحزاني ــ بحكم كوني من أبناء هذه المنطقة ـــ التي رصدت خلال السنوات الماضية أكثر من حالة وبالتحديد بين العوائل الايزيدية ، أن هذه الظاهرة بحاجة لمعالجة ضرورية ومباشرة لأنها تشكل ندبه أو عيب في مجتمعنا الذي يعتبر من المجتمعات الأكثر ثقافةً وتحضراً بالمقارنة مع غيره.
فالانتحار وسيلة يلجأ إليها الشخص للهروب من واقعه وضعفه في مواجه مشاكله وحلها بأسلوب متعقل وعادتاً ما تظهر حالات الانتحار نتيجة تبدل وتحلل الأفكار والقيم داخل المجتمع وغياب التوعية الدينية الصحيحة أو تكون نتيجة أمراض نفسية وقد ظهرت موجات الانتحار بصورة ملفته للنظر في سبعينيات القرن المنصرم في أوربا كنتيجة لتبدل الأفكار والازدواجية في القيم وأثار الحروب و تنامي الأفكار الوجودية حيث أقدم الكثير من الشباب على الانتحار متأثرين بأفكار المرحلة الوجودية التي ترى إن الإنسان هو من يقرر مصيره بنفسه في حالة فشل ما ينوي القيام به أو عدم تحقيق أهدافه .
ويمكن القول إن هذه الحالة في مناطقنا قد تدخل في نطاق التبدل الفكري والقيمي داخل المجتمع والازدواجية في مواجه الواقع بصورة صحيحة ولكن العامل الرئيس هو العامل الأسري (العائلة) التي تلعب دور كبير في تأجيج هذه الظاهرة.


والملفت ان اغلب ضحايا هذه الظاهرة هم من النساء وبالتحديد المراهقات منهم والكل يعلم ان مرحلة المراهقة هي مرحلة تبدل فكري ونفسي وبيولوجي يحتاج الشخص إلى رعاية واهتمام من لدن إلام والأب، كما ان اغلب هؤلاء المنتحرات حرقاً لم يصلن إلى مراحل دراسية متقدمة ولا يملكن ثقافة عامة تمكنهن من مواجه أزماتهن الداخلية ومعالجتها بصورة منطقية صحيحة.
وقد سبقني الكثير في التطرق والكتابة عن هذه الظاهرة ومنهم الست
(سندس النجار ) وهي مشكورة على مبادرتها الجميلة ولكن اعتقد ان تناول هذه الظاهرة من قبلي أو من قبل غيري على مواقع الانترنيت أو وسائل الإعلام الأخرى هي وسيلة قليلة الفائدة ، كون الكثير من عائلاتنا ونساء مجتمعنا لا يمتلكون أدنى معلومات عن الانترنيت والتصفح عليه ، لا بل تصل عند البعض منهم الجهل حتى بالقراءة ولهذا فأن الحاجة للوصول إلى فكر هذه الشريحة تكون بتعايش ميداني للواقعة بمعالجات تصل إلى كل أب وأم وفتاة بمختلف مستوياتهم الثقافية والفكرية ، ولا بأس ان كان الانترنيت والإعلام احد وسائلها.


· دور المجلس الروحاني ووجهاء المناطق والمختارين.
ان معالجة أي مسالة أو ظاهرة اجتماعية يجب ان يتم الاعتماد على المؤثرات الاجتماعية داخل ذلك المجتمع لحلها ومنها (رجال الدين والعشائر والوجهاء والمختارين) الذين يلعبون دوراً لا يستهان به داخل المجتمع ومعالجة مشكلاته ، ومن هذا الباب وحرصاً منا للحد من هذه الظاهرة الخطيرة اقترح ان يتم إصدار قرارات أو توجيهات مكتوبة تصدر من المجلس الروحاني الايزيدي أو وجهاء المناطق تفرض عقوبات معنوية على مرتكبي هذه الأفعال ومن هذه القرارات :-


1. عدم إقامة جنازة رسمية للفتاة أو الشخص (التي أو الذي) يقضي على نفسه بقصد عن طريق الحرق أو أي أسلوب أخر يتنافى مع الموت الطبيعي أو خارج عن الأعراف المتبعة في مجتمعنا.


2. منع رجال الدين من إجراء المراسيم الخاصة بدفن الميت المتوفى بهذه الطريقة وعدم دفنه في المقبرة الخاصة لعائلته حتى تكون عبره للمقبلين أو الراغبين في إجراء هكذا تصرفات رعناء.
3. تذليل العقبات أمام المشاكل العائلية والعلاقات العاطفية في الزواج حيث يمتنع بعض العوائل عن تزويج بناتهم أو أبناءهم بحجة المال أو الشهادة أو غيرها من الأسباب على الرغم من وجود علاقة حب وتفاهم بين الطرفين.
4. تعميم هذه الأوامر على وجهاء المناطق والمختارين ورجال الدين والدعوة إلى نشرها في المجتمع .
5. الطلب من رجال الدين (القوالين خاصة) التطرق إلى نبذ هذه الظواهر وغيرها داخل المجتمع من خلال الكلام عنها في المناسبات العامة والخاصة (كالطوافات أو مساء الأربعاء أو العزاء) فالمعروف ان هذه المناسبات هي فرصة لطرح هكذا مواضيع نتيجة تجمع الناس في المراكز الدينية .
· دور مؤسسات المجتمع المدني
ان دور مؤسسات المجتمع المدني اليوم في مناطقنا بات محدوداً بالمقارنة مع السنوات الأخرى وخاصة في القضايا الاجتماعية وعقد الندوات والمناقشات الخاصة في التوعية لظواهر المجتمع الخطيرة ، لهذا فمن الواجب عليها تكثيف مثل هكذا ندوات ومناقشة هكذا ظواهر وإيجاد الحلول لها وإمكانية وصولها إلى كل العوائل بمختلف مستوياتهم الثقافية والفكرية والتعريف بخطورتها.
كما تعلب المدارس والكوادر التدريسية دور كبير في التوعية لخطورة هذه الظواهر وإمكانية التقرب إلى الطلاب والوقوف على مشاكلهم بصورة صريحة وإيجاد حل لها أو تنبيه العوائل من خلال اجتماعات الآباء والمدرسين لخطورة هذه الظاهرة.






0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

الحقوقي صائب خدر نايف

أرشيف الحقوقي صائب خدر نايف

آخــر المواضيع

مواقع مختارة

مدونة قيدار صبري