صائب

هذا العام الذي يمكن أن نطلق عليه بحق تسميه العام الأسود بالنسبة للايزيدية ، ففيه بكت نساءنا وأمهاتنا ويتمت أطفالنا وسرقت أعيادنا والبسمة من شفاهنا وهاجرت شبابنا وانتهكت حرماتنا ومقدساتنا وذبحت شبابنا وكفر الكافرون وجودنا واحلوا قتلنا ، هذا العام الذي أعاد علينا صور الفرمانات القديمة فهو بحق كان أشرس فرمانات القرن الواحد والعشرين علينا ، فمنذ بدايته وحتى انتهائه كان شؤماً علينا ، فتعالوا نستذكر ( وعسى أن تنفع الذكرى) الجراح التي زرعها هذا العام حتى لا ننسى ولا نتناسى لعلها تهتز الضمائر من جديد و نستفاد من الدروس ونقدم ما هو أفضل بحلول العام الجديد بعيداً عن الوعد والوعيد.


أهم الإحداث التي وقعت هذا العام 2007 للايزيدية :-


1. (حادث الشيخان - الخميس 15/2/2007 )


التهجم على شخصيات دينية وحرق القاعات ومراكز دينية ايزدية على خلفية خلاف في قضاء الشيخان مما أدى إلى توتر الأمور بصورة اعتداء حاقد على الايزيدية وبعض من مراقدنا ورموزنا الدينية وذهاب الكثير من الخسائر المادية.


2. ( قتـل الفتاة دعــاء - السبت 17/4/2007)


قيام مجموعة من الشباب الايزيدي بقتل الفتاة دعاء بأسلوب همجي وغير أنساني على خلفية علاقة مشبوهة بين الفتاة وأخر من المسلمين في ناحية بعشيقة ، فتم فبركة الإعلام لها و إدخالها بمفاهيم دينية صعدت كثيراً من الأمر وعلى أثرها توالت عمليات القتل الديني والطائفي بحقنا ومازالت.










3. (مجزرة الأحد الأسود- الأحد 22/ 4/2007 )


قيام مجموعة من الارهابين والمتطرفين في الموصل بقتل (24) عامل ايزيدي من بعشيقة وبحزاني رمياً بالرصاص في حي النور بالموصل كَرد فعل على الحادث أعلاه.

4. ( الإبادة الجماعية في سنجار- الأربعاء 14/8/2007)


قيام إرهابيين متطرفين بتفجير صهريجين (شاحنتين) في ناحية


(كر عزير و سيبا شيخ خدر) في قضاء سنجار وذهب ضحية ذلك ما يتجاوز على 800 شخص بين قتيل وجريح وسجلت الوكالات الدولية بأن الحادث أشبه بقنبلة نووية ، وعّد هذا من اخطر و أقوة التفجيرات التي ضربت العراق ما بعد السقوط (2003) ، وأعلن عن سنجار مدينة منكوبة، فكانت بحق حملة لإبادة الايزيدية من جبال سنجار .

5. حوادث القتل المتفرقة التي طالت الايزيدية بشكل فردي لأسباب طائفية ودينية ومنها ( قتل وكيلين للطحين في بعشيقة وعدد من الأشخاص في مجمعات وقرة ايزيدية أخرى وكانت أخرها يوم 18/12/ 2007 قبل أيام بقتل (7) أفراد من عائلة واحدة في سنجار من قبل بعض المتطرفين.

هذه كانت نبذه مختصرة عن ما لحق الايزيدية هذا العام من


مآسي وويلات ، فلم تسلم قرية أو منطقة ايزيدية من الإرهاب المتطرف وفعل الأصوليين ، ولكن بالمقابل ألا يجب أن نقيم ايضاً الأعمال والمنجزات التي قمنا بها حتى نكون منصفين بحقها، فما هي المنجزات التي حصل عليها ابناء الديانة الايزيدية خلال هذا العام على الأقل من وجهة نظر شخصية.


فهذه ايضاً نبذه مختصرة عن ما تم انجازه خلال هذا العام.


أهم المنجزات التي تم انجازها أو المطالبة بانجازها:-


1. الدعوة إلى جعل المجتمع الايزيدي مجتمع ذكوري بامتياز (100%) من خلال المطالبة بحرمان النساء من الميراث في استفتاء على أحقيتها بالإرث أم لا ، وقد صوتت اغلب المناطق بنسائها ورجالها على جعل المجتمع ذكوري والدعوة إلى حرمان الفتاة الايزيدية من الميراث في عصر يطالب العالم كله بحقوق المرأة أما نحن فنطالب بمحو المرأة..!.


2. الدعوة إلى مؤتمر موسع للايزيدية في العراق والخارج لمعالجة وإصلاح الهيكلية والواقع الايزيدي وتم تجاهله و أشغال المجتمع الايزيدية بموضوع المهر والإرث والابتعاد عن ما هو أهم الإصلاح والتطوير في الهيكلية الايزيدية .


3. تخصيص الكثير من المبالغ لمنكوبي سنجار ولحد ألان (ماكو قبض..؟) ومازال الناهبون ينهبون ويلبسون ومازال الفقراء في العراء جائعون ونائمون وأطفال حبيبتنا شنكال من البرد القارص لا يحتمون و بملابس رقيقة يعيشون وبلحاف مشترك يتدفئون وبيوت معدومة ووهمية ينتظرون ولإرهاب مستمر يتعرضون وبدون حماية بقو وسوف يبقون.


4. كثرة المراكز الايزيدية خارج الوطن وانتقال ألعدوى من العراق إلى أوربا بظهور الخلافات والانشقاقات ، فلا تمر فترة ألا ونرى افتتاح المركز الفلاني في العاصمة الفلانية ، ظاهرة صحية ولكن أليس من الأصح أن يكون هناك برلمان أو مجلس موسع للكل وتحت راية ايزيدية واحدة وشعار وهدف واحد حتى يكون له ثقل اكبر ووزن أعظم، لا أن ينتهل كل واحد من نهر غير نهر الأخر والمتضرر الوحيد الايزيدية والمستفيد ....؟.


5. الهجرة الجماعية لأبناء وعوائل الايزيدية خارج البلد ، فبعد الإحداث أعلاه شعر اغلب الايزيدية بأنه لم يعد هناك مستقبل و مجال للعيش في العراق لاعتبارات كثيرة منها انعدام الحرية الدينية وفرص العمل والأمان المتذبذب في مناطق تواجد الايزيدية والتهديدات والاستهداف المستمر لهم إضافة إلى المساواة الوهمية.


6. أهم المنجزات وأفضلها لهذا العام كانت قيام الجالية الأوربية بحملات إعلامية واسعة وتبرعات مالية كبيرة وقيام الدكتور ميرزا الدناني بجلب بعض من ضحايا شنكال للعلاج في ألمانيا إضافة إلى قيام الجالية الايزيدية في أوربا بتدويل القضية الايزيدية لكافة إنحاء العالم ومؤسساته الدولية، يضاف إليها جهود مركز لالش لإنقاذ مستقبل الطلبة الايزيدية وقبولهم في الجامعات الكردستانية بعد الإحداث التي عصفت بنا.

نعم هذه منجزاتنا وتلك كانت كوارثنا فلا غيرها وإذا قمنا بإعداد نسبة وتناسب بين الإحداث التي عصفت بنا وبين ما تم انجازه لتم تأكيد مقولة الدكتور خليل جندي فنحن (الايزيدية إلى الورااااااء دُرْ).


فلا جديد خلال ذلك العام الحزين، فهل سنكون أمام جديد هذا العام .؟


وهل سيكون برج الايزيدية طالعها


(العقرب أو الجدي أبراج عام 2008) وستتحقق أمنيات أهالي سنجار المنكوبة وستبنى بيوتهم وتعمر قراهم وستؤمن مناطقهم ...؟


وهل سيكون هذا العام عام وحدتنا وتقدمنا وإصلاح مجتمعنا وتوحيد خطاباتنا واستعادة حقوقنا ومساواة نساءنا...؟


وهل سيكون هذا العام عام تطبيق المادة (140) والتي هي ضمان لحقوق الايزيدية ...؟


أمنيات كثيرة وطموحات أكثر حتى جعبة بابا نويل (سانتا كلوز) لا تقدر على حملها ولكن نحن نحملها ونتمنى أن يتم تحقيقها.


ختاماً الرحمة والجنان لشهدائنا وضحايانا الأبرياء من الايزيدية


والعراقيين، وأمنياتنا أن يعم الخير والسلام والأمان على كل ربوع العراق وعلى كل اطيافة ومكوناته.


وكل عام وأنتم بألف خير